يقصد
بالتعليم الأولي ذلك التعليم الذي يتلقاه الطفل قبل التحاقه بالمدرسة، لذلك عادة
ما يطلق عليه بالمرحلة التعليمية ما قبل المدرسية، التي يلجها الاطفال قبل سن
التمدرس القانوني بمرحلة التعليم الابتدائي، وغالبا ما تكون في الفترة العمرية
المتراوحة ما بين أربع سنوات كاملة وست سنوات. وهي حلقة وصل بين الأسرة من جهة
والمدرسة الابتدائية من جهة أخرى، فماهي أهدافه؟.
تهدف العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية، من خلال
انشاء ودعم التربية ما قبل المدرسية إلى تنمية شخصية الطفل واحترام حقوقه، وترسيخ
هويته الثقافية ومبادئ المواطنة وتقوية العادات والايقاعات اليومية المساعدة على
التكيف مع المدرسة الأساسية، كتشجيع اللعب والحركة اللازمة للحفاظ على صحته مع
اشراك الأولياء في الحياة اليومية لروضة الأطفال والتفتح على المحيط واستثماره
تربويا.
فحسب الميثاق الوطني للتربية والتكوين، فإن التعليم الأولي
يتبنى جملة من الأهداف والغايات سواء أكانت أهدافا عامة أو خاصة، التي تسهر العصبة
على الاشتغال عليها، والتي يمكن حصرها في:
- تكافؤ الفرص وضمان المحيط والتأطير التربويين الذي يحفز الجميع،
وذلك تيسيرا لإنماء قدراته واكتساب المهارات التي تمكن من إدراك اللغة، بالإضافة
الى المهارات الفية والرياضية وغيرها.
ويشير القانون رقم 05.00 بشأن النظام الأساسي للتعليم الأولي المنشور بالجريدة الرسمية في 8 محرم 1421 موافق 19 ماي 2000، إلى مجموعة من الأهداف التي تتجلى أساسا في:
- تعليم ما تيسر من القرآن الكريم.
- تعليم مبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها
الأخلاقية.
- تعليم القيم الوطنية والانسانية الأساسية.
- تنمية مهاراتهم الحسية الحركية والمكانية
والزمانية والتخيلية والتعبيرية.
- التمرن على الأنشطة العلمية والفنية.
- التحضير لتعلم القراءة والكتابة باللغة
العربية.
ومن خلال ما سبق، يبدو بشكل جلي ان التعليم الاولي يهدف أساسا
الى تنمية الطفل ذهنيا وعقليا ووجدانية وحسيا وحركيا، والارتقاء بذكائه المتعدد والمتنوع،
واعداده للتعليم المدرسي، وتشجيعه على اكتشاف البيئة والمحيط، وتنشئته تنشئة اجتماعية،
على اعتبار أن رياض الأطفال عبارة عن مؤسسة اجتماعية تتجسد فيها كل المعايير
اللازمة لكي تكون كذلك.
تجدر الاشارة الى كون تحقيق كل هذه الأهداف تستلزم الاعتماد على
مربي (ة) له من الدراية الكثير، ليتمكن من جعل رياضه عبارة عن لوحة فنية تتشكل من
عدة رسومات بتقنيات والوان مختلفة. وبهذا يمكن أن نرد تعريفا للمربي باعتباره
اطارا على درجة كافية من الدراية والاهتمام باحتياجات ومشاكل الأطفال المستفيدين، بعدما
يكون قد استكمل إعداده التخصصي-المهني ببرامج تدريبية تستهدف تزويده بالمعارف
والمهارات والمواقف التي تجعل منه متخصصا قادرا على:
- حث المستفيدين على تحقيق مستويات أفضل من
التكوين والتحصيل.
- توفير الشروط الضرورية التي تمكن من تفجير
طاقات الابداع والابتكار.
- التواصل مع الآخرين.
يبدو من خلال ما سلف ذكره أن للمربي دورا هاما في تكوين أطفال أسوياء،
ذات تربية وتكوين متكامل، وهذا يعني ان المربي هو مسهل ومرشد ومخطط.







